ناصر الجابري (أبوظبي)

أطلقت هيئة «معاً» للمساهمات المجتمعية، الدورة الأولى من برنامج الحاضنة الاجتماعية حول فئة «أصحاب الهمم» لتمكينهم ودمجهم اجتماعياً واقتصادياً والعمل على تحسين مستوى حياتهم، بما يتواكب مع الدعم اللامحدود الذي تنتهجه القيادة الرشيدة بالتركيز على تطوير منظومة الخدمات ودورهم مجتمعياً.
جاء ذلك خلال الملتقى الذي نظمته الهيئة أمس في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بحضور معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ومديري عموم الجهات الاجتماعية في الإمارة، إضافة إلى عدد كبير من المبتكرين والموهوبين من فئة «أصحاب الهمم».
وكشفت هيئة «معاً» عن تلقي الهيئة لأول مشاركة مجتمعية مالية ضمن صندوق الاستثمار الاجتماعي، حيث قدم رجل الأعمال الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري 5 ملايين درهم للصندوق من خلال مليون درهم سنوياً لمدة 5 سنوات بهدف تشجيع البرامج المجتمعية وتعزيز دورها الفاعل في منظومة العمل.
وقالت سلامة عجلان العميمي، مدير عام هيئة «معاً» للمساهمات المجتمعية: تعد الحاضنة الاجتماعية منصة متكاملة تعمل على تهيئة الفرص لتمكين القطاع الثالث وتعزيز دور المنشآت الأهلية من مؤسسات وجمعيات ومؤسسات النفع العام والمؤسسات الاجتماعية وتمكينها من المشاركة في بناء مجتمع أبوظبي، كما تعتبر مورداً للابتكار الاجتماعي، وإحدى محاور الهيئة الرئيسية.
وأضافت: ستقدم الهيئة مليوني درهم لكل دورة من دورات البرنامج الذي يستمر لمدة 6 أشهر، حيث سيتم إطلاق محورين سنوياً ضمن الحاضنة التي ستشجع على ترسيخ قيم التعاون والتضامن لتحقيق الأثر الاجتماعي، إضافة إلى نمو القطاع الثالث وتفعيل دوره وفتح آفاق جديدة لتحقيق ريادة الأعمال عبر المشاركة والمسؤولية للمساهمة في تنمية المجتمع وتحقيق تلاحمه وتماسكه.
وأشارت إلى أن الهيئة فتحت باب المشاركة من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي حتى الـ13 من يونيو المقبل، ضمن شروط منها ألا يقل عمر المتقدمين عن 18 عاماً سواء من مواطني الدولة أو من خارجها، حيث سيتم اختيار أفضل 40 فكرة من إجمالي الأفكار المقدمة إلى البرنامج، ومن ثم اختيار أفضل 10 أفكار ضمن المرحلة الثانية من المشروع، حيث ستحصل كل فكرة على تمويل نقدي بقيمة 100 ألف درهم، إضافة إلى التدريب والإرشاد من قبل المتخصصين والموجهين.
وبينت العميمي أن الهيئة تبحث عن الموهوبين ممن يمتلكون الإبداع والقدرة على التفاعل مع محيطهم الاجتماعي عبر أفكارهم التي ستكون لها آثار إيجابية، حيث نركز على احتضان المشاريع التي يمكن أن يكون لها تأثير اجتماعي مستدام، موضحة أن البرنامج سيوفر للمرشحين ورش عمل متخصصة تساعدهم في مرحلة التخطيط والعمل كمجموعات، والمشاركة بالبرامج التدريبية لصقل مهاراتهم في إدارة المشاريع الاجتماعية، وفهم مضمون التحدي الاجتماعي الخاص بكل دورة، إضافة إلى فرص التواصل وبناء العلاقات مع المستثمرين وقادة القطاع الثالث وكبار الشخصيات وصناع القرار في مجالات متخصصة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

دور أصحاب الهمم
وأشادت مجموعة من فئة أصحاب الهمم بأهمية وجود الحاضنة الاجتماعية، والتي ستعمل على تحفيز مختلف شرائح المجتمع للمشاركة في تقديم الأفكار البناءة التي من شأنها تعزيز دورهم في مختلف القطاعات والأعمال، مشيدين بدعم القيادة الرشيدة المتواصل عبر مختلف المبادرات والبرامج التي تستهدفهم.
وقال محمد عبدالرحمن العيدروس: إن اختيار محور أصحاب الهمم كبداية لانطلاقة المشاريع التي تتبناها هيئة معاً، يمثل تجسيداً حقيقياً لسعي الجهات المعنية للوصول إلى كافة المقومات التي تمكن أصحاب الهمم من أداء دورهم الفاعل ضمن بيئة تتناسب مع متطلباتهم وتراعي احتياجاتهم الجسدية.
وأضاف: يعد البرنامج فرصة للمبتكرين نحو إطلاق المشاريع الاجتماعية ذات الأثر المستدام، حيث يعتبر نافذة للتواصل المباشر بين أفراد المجتمع والجهات المعنية للتشارك والتباحث حول الأفكار والمقترحات التي سيقدم لها التمويل النقدي اللازم لتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، وهو ما سيشكل حراكاً مجتمعياً بناء.
وأشار إلى أن أصحاب الهمم برهنوا على امتلاكهم للطاقات والكفاءات عبر وجودهم في مختلف الأعمال والوظائف، انطلاقاً من إيمانهم العميق بضرورة العمل لأجل الوطن وبناء على الثقة الغالية التي أولتها القيادة الرشيدة التي تؤمن بما يستطيع أصحاب الهمم تحقيقه، ولذلك يوجد السباق المتواصل لإبراز دورهم.